عمان اليوم

الصحة تؤكد :التسجيل المبكر في عيادات رعاية الحوامل يقلل وفيات الأمهات

08 أغسطس 2017
08 أغسطس 2017

أكدت الدكتورة سلوى جبار الشهابي طبيبة اختصاصية طب المجتمع بدائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة، على تضافر الجهود بين المختصين في وزارة الصحة على جميع المستويات وكافة فئات المجتمع لتقليل حدوث وفيات الامهات التي يمكن تفاديها من خلال مساندة الأم الحامل في الالتزام بالتسجيل المبكر في عيادات رعاية الحامل والمراجعة المنتظمة طوال فترة الحمل واتباع كافة التعليمات التي يوجه بها الأطباء للتقصي المبكر عن أي علامات الخطورة او الامراض التي يمكن ان تودي بحياة المرأة والتي تعتبر من الاركان الاساسية في العائلة والمجتمع.

واشارت إلى احصائيات نشرتها منظمة الصحة العالمية، تفيد أنه لا يمرّ يوم واحد إلاّ ويشهد وفاة نحو 830 امرأة جرّاء أسباب يمكن توقيها لها علاقة بالحمل والولادة. وان البلدان النامية تشهد وقوع 99% من مجموع وفيات الأمومة. ومن الملاحظ ارتفاع معدلات وفيات الأمومة في المناطق الريفية وبين الفئات الفقيرة. والجدير بالذكر ان فئة المراهقات تواجه أكثر من النساء الأكبر سناً، خطر التعرّض للمضاعفات والوفاة بسبب الحمل. كما اشار المسؤلون في المنظمة ان الرعاية الماهرة، التي تُقدم قبل الولادة وخلالها وبعدها تسهم في إنقاذ أرواح الأمهات وأولادهن. ولقد شهدت معدلات وفيات الأمومة على المستوى الوطني انخفاضاً بنسبة 44% في الفترة بين عامي 1990 و2015. ونسعى في الفترة الواقعة بين عامي 2016 و2030 وفي إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة إلى بلوغ الغاية المُحدّدة لتخفيض معدل وفيات الأمومة في العالم إلى أقل من 70 وفاة لكل 000 100 ولادة حية.

وتبين احصائيات وزارة الصحة في السلطنة انخفاض معدل الوفيات من (37.5) وفاة لكل 100000 ولادة حية في عام ( 2002 ) ليصل الى ( 13.4) في عام 2016 .

وتعرف المنظمة مصطلح وفيات الأمهات على أنها «الوفاة التي تحدث للمرأة أثناء حملها، أو خلال 42 يوماً بعد انتهاء الحمل، بغض النظر عن فترة أو مكان الحمل، ومن أي سبب ناتج عن الحمل ذاته، أو من جراء تفاقم سبب آخر بسبب الحمل، أو نتيجة العناية الطبية التي تتلقاها المرأة أثناء الحمل، مع استثناء الوفيات الناتجة عن الحوادث وعن الأسباب العرضية».

وقالت الشهابية إنه تم تشكيل لجنة وفيات والأمهات على المستوى المركزي في وزارة الصحة في عام 1991 وفي المحافظات في عام 1996، حيث يتم الابلاغ الفوري عن كافة حالات وفيات الامهات وارسال التقارير الخاصة بها ليتم مراجعتها من قبل اعضاء اللجان للوقوف على اسباب الوفاة واتخاذ الاجراءات الخاصة بتحسين الخدمات الصحية على جميع المستويات الصحية بعد الاطلاع على التقارير الخاصة بجميع الحالات المبلغ عنها، ويستمر العمل الحثيث لهذه اللجان الى الوقت الحالي لغرض التحري عن اسباب الوفيات قبل واثناء وبعد الولادة لاتخاذ الاجراءات اللازمة وصياغة السياسات التي من شأنها التقليل من حدوث هذه الحالات.

وأكدت أن وزارة الصحة تقوم حاليا ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومركز الامومة والطفولة في جامعة ليفربول البريطانية لاعداد نظام واسس تقييم مراضة الامهات خلال فترة الحمل والنفاس، للاحاطة بأسباب المراضة في الحالات الحرجة للنساء خلال فترة الحمل والتي يمكن ان تؤدي الى الوفاة لغرض تفاديها من خلال تعزيز الخدمات الصحية.

وأوضحت أسباب وفيات الامهات، حيث إن هنالك اسبابا تتعلق بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمراة اثناء فترة الحمل والنفاس واسباب اخرى متعلقة بالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة وافراد اسرتها. وتجدر الاشارة الى ان التقارير والدراسات التي نفذت في هذا الموضوع قد كشفت عن الدور المهم للمجتمع للتقليل من وفيات الامهات، فمثلا كلما ارتفع الوعي الصحي لافراد الاسرة خصوصا المرأة وزوجها ازداد الاهتمام بالمحافظة على صحة الأم الحامل من خلال التسجيل المبكر في عيادات رعاية الحوامل خلال الثلث الاول من الحمل ( اي خلال 13 الاسبوع الأول من الحمل) حيث يتم التقصي عن الامراض التي من شأنها ان تؤثر على صحة الام والجنين ومن الممكن ان تتسبب بوفاة الام في حال اهمال معالجتها سواء الاسباب المتعلقة بالحمل او غيرها. ومن المهم الإشارة الى تكرار الحمل على فترات قريبة وبإعداد كبيرة، وصغر سن الأم أو كبر السن من المحددات الخطرة لوفيات الأمهات.

وقالت إن هناك امراضا تكون بسبب الحمل من ممكن ان تؤدي للوفاة مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل وتعتبر من اسباب الوفاة التي يمكن تفاديها من خلال التشخيص المبكر والعلاج والمراجعة المنتظمة. وهناك اسباب للوفاة ليست بسبب الحمل اي ان المراة تكون مصابة بها قبل الحمل والتي تبين فيما بعد انها قد تسببت بحدوث الوفاة لعدم اكتشافها الا في المراحل الاخيرة من الحمل او الولادة لعدم مراجعة المراة لعيادات رعاية الحوامل خلال فترة الحمل مثل مرض فقر الدم المنجلي واعتلال عضلة القلب.

وقالت إن من خلال الزيارات الدورية للحامل يتم التقصي عن علامات واعراض الاختطار التي يمكن ان تحدث للحامل والتي من شأنها ان تعطي الطبيب اشارة حمراء في وجود ضرورة ملحة على متابعة حالة الحامل بشكل حثيث لمعرفة السبب وعلاجه لمنع تدهور الحالة الصحية للام. فمثلا الصداع قد يكون عارضا مهما لارتفاع ضغط الدم والذي يحتاج الى معالجة فورية اعتمادا على درجة الارتفاع بالضغط .